عم شنوده ........................
صفحة 1 من اصل 1
عم شنوده ........................
كانت غيطان القرية العطشي تنتظر ان تدور السواقي لتملأ عيدان الذرة واشجار القطن بزهورها الصفراء الزاهية من محبة النيل وماؤه العذب ، لم يكن الفلاحون يستخدمون اسم الساقية في ريف محافظة المنوفية كان الاسم الشائع هو الحلزونة للساقية كبيرة الحجم والتابوت للساقية الاصغر حجما ، وتربط البقرة او الجاموسة في ناف الساقية وهو عمود طويل من الخشب الصلب ومع كل دورة للجاموسة ترتفع العلبة او الدولاب الحديدي محملا بماء النهر لتمر الي القناية وهي ممر ضيق للمياه لتحتضن الزرع وتختلط معه في ود ينتج الخيرات من ارض مصر الطاهرة .
وتغرد الارض السمراء التي تكونت في دلتا النيل عبر ملايين السنين بمحبة النهر وتنتظر بشغف المياه الباردة لترطب حرارتها وتطفأ ظمؤها الابدي .
كان الفلاحون يجتمعون للاتفاق علي دور كل منهم في الري ، وكذلك لاصلاح وصيانة الحلزونة ، وكان رجل اللحظة هو عم شنودة وهو نجار القرية ، وكان علي عم شنودة ضبط الزوايا الخاصة بالعامود الخشبي حتي لاتسقط الجاموسة داخل بئر الحلزونة .
في الصباح الباكر واشعة الشمس الحارقة لم تكن قد جففت رطوبة الارض من الندي ، جاء
عم شنودة مع ابي وعمي ومجموعة من الفلاحين ويبدأ ضبط التابوت ، وهنا تبدأ خلافات صغيرة ، ويسأل احدهم بالذمة ياشنودة الناف مش عايز يروح يمين شوية فيجيب عم شنودة بعد نظرة سريعة ودوه فيقول آخر لالا عايز يروح شمال شوية ياعم شنوده فيقول ودوع ، وهنا تنطلق الضحكات وينتهي العنل ، ويذهب كل لقضاء حوائجه ، ولكن اصبح لقريتنا مثل شعبي لايوجد في قرية اخري عمن لايثبت علي راي وهو ببساطه ودوه كده ياعم شنوده ودوه هاتوه كده ياعم شنوده هاتوه .
مرت الايام ومات عم شنوده وتوارثت مهنته بين اولاده واحفاده ، وانتهي عصر الساقية المسماه بالحلزونة او التابوت . واصبح الري يتم بالميكنة واختلفت نوةعية الفلاحين وانتهي السمر الليلي حول كوب شاي حبر علي ضوء القمر .
ذهب زمن الاساطير وسيطرت آلية المدنية علي الحياه وبقي مثل عم شنوده تتوارثه الاجيال بدون معرفه لاصله وكيف جاء من زمن بعيد زمن كان الحب والجيرة والامان يرفرف علي البيوت وسماء القرية تغطيها نهارا شمس ذهبية وطيور متنوعة رائعة ، وليلا نجوم تشعل في صدور المحبين الم عشق لاينتهي وفي قلوب الفلاحين رضا بنعمة الله وتأمل في خلقه، وحلقات عن حكاوي وحواديت عن الجن والعفاريت والسحر .
لقد كان زمن اساطير القرية.
مرت الايام ومات عم شنوده وتوارثت مهنته بين اولاده واحفاده ، وانتهي عصر الساقية المسماه بالحلزونة او التابوت . واصبح الري يتم بالميكنة واختلفت نوةعية الفلاحين وانتهي السمر الليلي حول كوب شاي حبر علي ضوء القمر .
ذهب زمن الاساطير وسيطرت آلية المدنية علي الحياه وبقي مثل عم شنوده تتوارثه الاجيال بدون معرفه لاصله وكيف جاء من زمن بعيد زمن كان الحب والجيرة والامان يرفرف علي البيوت وسماء القرية تغطيها نهارا شمس ذهبية وطيور متنوعة رائعة ، وليلا نجوم تشعل في صدور المحبين الم عشق لاينتهي وفي قلوب الفلاحين رضا بنعمة الله وتأمل في خلقه، وحلقات عن حكاوي وحواديت عن الجن والعفاريت والسحر .
لقد كان زمن اساطير القرية.
<P align=center>
<P align=center>
بقلم أستاذ
<P align=center>
<P align=center>
(( محمد السيد النجار ))
<P align=center>
<P align=center>
ابن بلدى
<P align=center>
????- زائر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى